17 - 08 - 2024

مؤشرات | السخف الأمريكي في مجلس الأمن ودعم الإبادة

مؤشرات | السخف الأمريكي في مجلس الأمن ودعم الإبادة

ليس غريبًا أن يكون هناك إتفاق على ما سبق أن قلناه، وأكده كثيرون، وهو أن حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني هي حرب أمريكية صهيونية في الأساس، بل يمكن القول أنها حرب تدار من عاصمة رعاية إدارة الإرهاب الصهيوني في العالم ضد العرب والشرق الأوسط ودول أخرى، وهي واشنطن.

ليس هذا مجرد كلام، بل عكسته وتعكسه كل المواقف والتصريحات الأمريكية، أما ما يقال عن وجود تغيير في الموقف الأمريكي والدعوة لوقف الحرب مجرد "طنطنة" وتبويس لحى، ومحاولة لتبييض الوجه الأسود لواشنطن، بل من الواضح أن موقف الصهيوني المعترف بصهيونيته (بايدن) ومن في زمرته، لا يريد أن يأتي قرار دولي بوقف حرب الإبادة تلك والتي راح ضحيتها أكثر من 29 ألف شهيد، بخلاف عشرات الآلاف من الجرحي والمفقودين.

وما يعكس هذا الموقف الأمريكي الداعم للإرهاب، ما جاء في بيان وتصريحات للبيت "اللي مش أبيض خالص"، بل هو أسود سواد دم القتلي بعد التجلط، يوم الثلاثاء 20 فبراير 2024، "إن الوقت ليس مناسبًا لوقف إطلاق النار في غزة"، وهذا ما جاء عقب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تدعمه الدول العربية يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب على قطاع غزة المحاصر.

والموقف الأمريكي الداعم للنازية الصهيونية، جاء عكس الموقف الدولي لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر،  من خلال تصويت 13 دولة في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوًا وبأغلبية، بينما جاء الموقف (المايع) من المملكة المتحدة بالامتناع عن التصويت، لتؤكد تذيلها لموقف واشنطن

ولم يأت هذا الموقف الأمريكي المتصهين مفاجئا بل سبقه تصريحات مستفزة، وعنصرية قالتها السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن، "ليندا توماس جرينفيلد"،:"إن إدارة بايدن ستستخدم حق النقض ضد القرار، لأنه قد يتعارض مع الجهود الأمريكية الجارية لترتيب اتفاق بين الأطراف المتحاربة، الذي من شأنه أن يؤدي إلى وقف الأعمال العدائية لمدة ستة أسابيع على الأقل وإطلاق سراح جميع الرهائن.

فهل يوجد عنصرية أكثر من ذلك؟!، فما يهم واشنطن، هو منح تل أبيب المزيد من الوقت لإرتكاب مزيد من الإبادة للفلسطينيين، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وتدمير ما تبقى من غزة ومدنها، بل يمكن أن يكون هذا ضوء أخضر لمزيد من الجرائم الأمريكية الصهيونية ضد الملايين المحاصرين في رفح، لتفتح مزيدًا من الموقف المتأزم بين مصر وإسرائيل، في ضوء التحذيرات المصرية من أي عمل عسكري في رفح على الحدود المصرية.

وهل هناك استخفاف أمريكي، أكثر مما قاله نائب السفير الأمريكي، "روبرت وود"، يوم الإثنين من أن القرار المدعوم من الدول العربية ليس آلية فعالة لمحاولة القيام بالأشياء الثلاثة التي نريد أن نراها تحدث وهي إخراج الرهائن!!!، وإدخال المزيد من المساعدات،- لاحظ تعبير إدخال-  مع وقفة طويلة لهذا الصراع.

وما طالب به مشروع القرار المدعوم عربيًا هو الوقف الفوري الإنساني لحرب الإبادة على غزة وما حولها، ورفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، ومن السخف أن تعمم الولايات المتحدة قرارًا أخر لتضييع المزيد من الوقت لصالح الصهاينة والقتلة في تل أبيب، لارتكاب المزيد من الجرائم، بل يرى مشروع القرار الأمريكي ، وقف إطلاق نار مؤقت في غزة مرتبط بالإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، مع رفع جميع القيود المفروضة على توصيل المساعدات الإنسانية.

وهو ما يكشف الإنحياز الأمريكي الأعمى للقتلة في تل أبيب، بينما يموت أهل فلسطين مرات ومرات بسبب القصف الصهيوني المتكرر بسلاح ودعم ومال أمريكي، ويموتون أيضا بسبب الحصار المفروض على وصول المعونات، وموت أخر بسب البرد والطقس، وموت رابع وخامس.. وعاشر بسبب المواقف المتخاذلة من أطراف عديدة.

الرسالة المهمة التي يجب أن يدركها الجميع أن التعويل على واشنطن في تجاوز حرب الإبادة المستمرة وهمٌ وخيال، والأدلة كثيرة، ويكفي أن نشير هنا إلى تصريح مسؤول أمريكي، بشأن طرح مشروع القرار الأمريكي بقوله " لا نضع جدولًا زمنيًا للتصويت"، .. وهنا نعود ونقول هل عرفتم من يمارس الإبادة ضد أهلنا في فلسطين؟..، وليس في غزة فقط، بل مع دعم ما يجري من قتل وتدمير في الضفة أيضًا... الإجابة لا تحتاج إلى ذكاء.
-----------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | تعليم